صفحة المكتبة الرئيسية
مجلة فلسطين لابحاث الامن القومي


أقنعة تحررية: غاندي، فانون، سعيد



تم النشر بتاريخ 19-01-2022
 أقنعة تحررية: غاندي، فانون، سعيد
الملخص تسعى هذه الرسالة إلى تقديم دراسة تحليلية و نقدية للنماذج التحررية التي عرفتها الشعوب المعاصرة في مقاومة الحالات الاستعمارية المختلفة, و من هذه النماذج النموذج "فانون", و النموذج اللاعنفي "غاندي", و تستنبط في نفس الوقت نموذجا ثالثاً يجمع ما بين المقاومة المسلحة و المقاومة اللاعنفية أطلق عليه د. عبد الرحيم الشيخ تسمية نموذج "فاندي" من دمج فانون و غاندي, حيث يعتبر إدوارد سعيد المنظر الأساسي لهذا النموذج المفترض. لذا هناك محاولة لتقديم تفسيرات حول هذه النماذج و مدارسها الفكرية و مبرراتها الأخلاقية و أدواتها, من خلال سبر و تفكيك هذه النماذج و تصنيفها. تكمن أهمية هذه الدراسة بأنها أولا تعطي للقارئ صورة هيكلية مقارنة لنماذج و بنى التحرر, و تدلل على الآليات التي يستفحل بها الاستعمار في مشروعه الاستعماري, و تتحدث في نفس الوقت عن فاعلية استخدام وسيلة تحررية دون أخرى, و علاقتها بحقوق الإنسان, و بشكل الدولة المستقبلي بعد التحرر من حيث التأسيس لدكتاتوريات أو لديمقراطيات. فهل هناك علاقة بين أسلوب التحرر و شكل الدولة بعد التحرر؟ ثانيا, تسلط الدراسة الضوء على خصوصية النموذج التحرري الفلسطيني, و المرتبط هو الآخر بخصوصية النموذج الاستعماري الإسرائيلي. وتبرز أيضا جدلية الخلاف على بعض المفاهيم و المصطلحات المستخدمة في الدراسة و الأدبيات الأخرى من قبيل "الأخلاقية" و من الذي يحددها, و مفاهيم كثل "العنف" أو "التحرر", "فلسطين", و ماهية الخطوط التي تفصل بين العنف و اللاعنف, الأمر الذي يجعل من معالجة هذه المفاهيم محط خلاف دائم. تحاول هذه الدراسة من ناحية أخرى أن تجيب على إشكالية مركزية متعلقة بالخطوط التي تفصل بين المقاومة المسلحة "نموذج فانون" و المقاومة اللاعنفية "نموذج غاندي" و يضاف إليها طرح نموذج يجمع بين هذه النماذج و هو نموذج "فاندي" في محاولة للوصول إلى حل لهذه المعضلة. حيث تم اللجوء إلى استخدام حالات دراسية لاستقراء هذه النماذج و مقارنتها معاً لاستخلاص الفوارق الفكرية بين هذه النماذج, بحيث كانت التجربة التحررية للجزائر مثالاً على النموذج العنفي "فانون", بينما كانت تجربة غاندي في جنوب إفريقيا مثالاً على النموذج اللاعنفي "غاندي", و تجربة الفصائل الفلسطينية في التحرر من الشرك الاستعماري الإسرائيلي مثالاً على النموذج الخليط الذي يجمع بين المقاومة العنيفة و اللاعنفية "فاندي". فالهدف من هذا التحليل ليس تعداد أو وصف مكونات أو بنى كل نموذج ؛ بقدر ما هو تقديم صورة نقدية للآلية التي تتشكل بها هذه البنى التحررية, و للوقوفعلى الكيفية التي تنشأ أو تنتهي بها النماذج التحررية, بحيث يتم تسليط الضوء على الآلية التي تنشأ بها هذه الحركات و المبررات الأخلاقية التي تسوقها, و العوامل التي تؤدي إلى نجاح أو فشل المشروع التحرري. و الآلية في ذلك من خلال عمل مقاربة مقارنة بين هذه النماذج و مدارسها الفكرية ؛ للوقوف على نقاط الاتفاق و الخلاف الجوهرية, و التي قد تعتبر بمثابة فواصل بين هذه النماذج. و صولاً إلى تعريف لما يعنيه العنف و ما يعنيه اللاعنف في الدراسة. تتكون الدراسة من ستة فصول موزعة على قسمين أساسيين : يتحدث القسم الأول عن الحركة الصهيونية و نشأتها و مبرراتها و الأدوات التي استخدمتها, مع تخصيص لظروف ولادتها من حركة قومية إلى حركة استعمارية, و العوامل التي وظفاها مثل معاداة السامية و المحرقة في إخراج مشروعها الاستعماري إلى الوجود, كذلك الحديث عن أوجه الشبه بين الصهيونية و الحركة الاستعمارية الأوروبية. كما تناول هذا القسم في شقه الثاني الحديث عن سيكولوجيا الاستعمار و سيكولوجيا التحرير, و العوامل التي يوظفها الاستعمار في تأبيد الحالة الاستعمارية, من ناحية أخرى, الحديث عن العوامل التي تنمو بها حركات التحرر, و الكيفية التي تنشأ بها هذه النخب و الحركات, و العوامل المؤثرة بها, مع تخصيص للعوامل النفسية كمفتاح في فهم الكيفية التي تتحرك من خلالها الجماهير نحو المشروع التحرري. والتي تمثلت بتيارين أساسيين, هما النموذج العنفي و النموذج اللاعنفي. بينما تناول القسم الثاني النماذج التحررية التي عرفتها الشعوب المحتلة, و هي النموذج العنفي "فانون", و النموذج اللاعنفي "غاندي", و النموذج الخليط "فاندي" على التوالي, مع أخذ حالات دراسية لكل منها مستمدة من التراث الإنساني, و دراسة مراحلها و أدواتها و أخلاقياتها و مبرراتها, و من ثم مقارنتها معاً من حيث الفعالية و الجدوى, و مدى التأسيس لحقوق الإنسان, أو أنظمة ديمقراطية بعد التحرر, أو مدى التأسيس لاستبداد و إسقاط نتائجها على النموذج التحرري الفلسطيني.

حجم الكتاب: 1.9 ميجا بايت
تحميل قراءة

جديد الكتب