مقدمة :
الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على النبي المصطفى وآله وصحبه أجمعين:
أحال مصطلح «مدنية المجتمع» - منذ الثورة السياسية التي شهدها الغرب في القـرن الخامس عشر، مروراً بمكيافيلي؛ ثم منظّري العقد الاجتماعي، ووصولاً إلى هيغـل - إلى قراءات عديدة ومفاهيم مختلفة؛ ظهرت في صياغات متناقضة في صيغتي النظرية والتطبيق، ولكن الاتفاق قام على أساس أن فلسفة الحكم الحديثة (مند قيام الحداثة) تعتمد مستويين:
مستوى السلطة، ومستوى المجتمع المدني الممثل في الهيئات والجمعيات والنخب والوسائل غير الحكومية، كما ارتبط المفهوم بتداعيات التصادم مع الكنيسة والتأسيس لمبدأ فـصل الدين عن السياسة لا الدولة فحسب؛ فحمل مضموناً وضعياً خالصاً ، وكان الصدام مع الكنيسة سبباً رئيساً في تبلوره.