صفحة المكتبة الرئيسية
مجلة فلسطين لابحاث الامن القومي


قصاصات قابله للحرق



تم النشر بتاريخ 06-04-2022
قصاصات قابله للحرق
ملخص : عندما تقلب في أوراقك القديمة تجد الكثير من الهراء.. لكنك كذلك تجد بقايا أفكار ولمحات من خواطر فيها بعض اللحم.. عندما يخطر لك أن هذه القصاصات تصلح لشيء ما.. هل تصلح لقصة؟.. إنها أقصر من اللازم ولم تكتمل بعد.. يبدو الأمر كمن يجد مقبضًا صدناً فيبني قصراً كاملًا ليثبت هذا المقبض على أحد أبوابه.. هل تصلح لمقال؟.. ربما.. لكن عن أي شيء.. هل تصلح لقصيدة؟.. بالطبع لا.. نسيت أنك هجرت الشعر منذ عشرين عامًا، وصارت القوافي بين يديك كالصخر الأصم لا يلين، ولا تأمل في أن يلين.. هل تصلح لبعثرتها كحوار على شفاه أبطالك؟.. أسوأ القصص طرأ هي التي تكتبها كي تضع فيها شيئًا لم تجد له مكانًا آخر.. إنها تكون الافتعال بعينه.. هل تصلح للحرق؟ بالتأكيد.. لهذا خلقت ولهذا وجدت.. تنتظر حتى ينام أهل الدار حتى لا تراك زوجتك وتظن بك الظنون عندما تجدك تحرق أوراقًا.. كل زوجة تعرف معنى أن يحرق زوجها أوراقًا.. إما أنه يحرق خطاباته الغرامية القديمة، أو يحرق مجموعته من الصور العارية لأن عينه الجشعة لا يملؤها غير التراب، أو يحرق ما يثبت أن له شقة أخرى وزوجة أخرى في الإسكندرية.. تتسلل إلى المطبخ وتشعل الموقد، وتأخذ شهيقًا عميقًا ثم ترفع كومة القصاصات كي تلقى تطهيرها النهائي وسط ألسنة اللهب.. هنا يدق جرس الهاتف.. هذا الصديق يحب تلك القصاصات.. إنه متحمس لها.. يريدها.. عندما تفكر بعض الوقت.. لم لا؟.. إن هذه القصاصات قد تروق للبعض.. برغم كل شيء هي جزء من ذاتك وأحلامك واحباطاتك.. برغم كل شيء هي أنت.. ربما لا تصلح إلا للحرق، لكن غيرك قد يجد فيها قصاصة واحدة.. جملة واحدة.. كلمة واحدة تستحق أن تعيش.. من ثم ولد هذا الكتاب..

حجم الكتاب: 0.1 ميجا بايت
تحميل قراءة

جديد الكتب