مقدمة :
منذ التحولات الكبرى التي شهدتها العلاقات الدولية لفترة مـا بعـد الحـرب البـاردة ، حصـلت مراجعات أساسية لكل من مفهوم الأمن و طبيعة التهديدات الأمنية التي تواجه النظام الدولي، بإضافة إلـى تحولات كبرى في نمط التفاعل من خلال تراجع العامل العسكري أمام تصاعد العامل الاقتصادي وظهور تهديدات أمنية جديدة مختلفة الطبيعة عن التهديدات التقليدية حيث تتميز هذه التهديـدات بكونهـا غامضـة المعالم ،غير عسكرية ،عابرة للحدود ومبهمة المصدر ولا يمكن التنبؤ بـزمن ظهورهـا مثـل :الجريمـة المنظمة،والإرهاب،والهجرة غير الشـرعية، والتلوث البيئي،والكـوارث الطبيعيـة، والاحتباس الحـراري ، والتغيرات المناخية ...الخ . في خضم هذه التحولات ظهر مفهوم الأمن الإنساني كمفهوم شـامل يـدرج جميع شواغل الأمنية في مرحلة ما بعد الحرب الباردة سواء إقتصادية،و سياسية،و ثقافيـة، و اجتماعيـة، وبيئية،هذا المفهوم الذي يركز في تحليلاته على الفرد كوحدة مرجعية أساسية للأمن ،بإضافة إلـى أنـه يحمل في طياته مضامين جديدة كالبعد البيئي من خلال إعتبار الأخطار البيئية كتهديدات أمنية جديدة.