صفحة المكتبة الرئيسية
مجلة فلسطين لابحاث الامن القومي

 اليد الخفية
في محاولته لتفسير الواقع الصهيوني، يجد عبد الوهاب المسيري أن من أخطر عيوب الخطاب التحليلي،الذي يهدف إلى تفسير الواقع، ان كثيراً من الدراسات العربية تنبت (عم وعي أو عن غير وعي) معظم أو المسلمات أو المتحولات التحليلية الغربية التي تتعامل الحضارة الغربية من خلالها مع العقيدة اليهودية ومع أعضاء الجماعات اليهودية، وهي مقولات أو مسلمات في معظمها ذات أصل إنجيلى مثل "التاريخ اليهودي" و"الشعب اليهودي". وهذه المقولات الإنجيلية احتفظت بنيتها الأساسية دون تغيير، حتى بعد أن تم علمنتها وتفريغها من القداسة والأبعاد الدينية. فاليهود ولا يزالون(في الوجدان الغربي الحديث) كياناً مستقلاً يتحركون داخل تاريخهم المستقل. وبعد أ كانوا يهيمون في البرية ويصعدون إلى كنعان ويهبطون إلى مصر، أصبحوا الآن يهيمون في أنحاء العالم، وبخاصة العالم الغربي، متطلعين طيلة الوقت إلى الصعود إلى فلسطين. ومن ثم يخلع الوجدان الغربى على اليهود والتفرد باعتبارهم شعب الله المختار، وينزع عنهم القداسة باعتبارهم قتلة الرب والشعب المنبوذ الذليل، ثم يحيدهم تماماً باعتبارهم مادة استعمالية ليس لها أهمية خاصة عبد الوهاب محمد المسيري (أكتوبر 1938 - 3 يوليو 2008)، مفكر وعالم اجتماع مصري مسلم، وهو مؤلف موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية أحد أكبر الأعمال الموسوعية العربية في القرن العشرين. الذي استطاع من خلالها برأي البعض إعطاء نظرة جديدة موسوعية موضوعية علمية للظاهرة اليهودية بشكل خاص، وتجربة الحداثة الغربية بشكل عام، مستخدماً ما طوره أثناء حياته الأكاديمية من تطوير مفهوم النماذج التفسيرية، أما برأي البعض الآخر فقد كانت رؤيته في موسوعته متحيزة لليهود، ومتعاطفة إلى حد كبير مع مواقفهم تجاه غير اليهود، بل وصفها البعض بأنها تدافع عن اليهود.

حجم الكتاب: 11.1 ميجا بايت
تحميل قراءة

جديد الكتب