صفحة المكتبة الرئيسية
مجلة فلسطين لابحاث الامن القومي


فن ان تكون دائما على صواب



تم النشر بتاريخ 04-09-2022
فن ان تكون دائما على صواب
أعظم سلاح المغالط هو التلبيس و التدليس ، أي ديدنه أن يعتمد الحجج الملتوية المرائية و أن يدع المستقيمة منها . و لما كان الإنسان آثر لتلك المرائية و أهرع إليها ، لما في طبعه من أنانية و محبة للذات ، إذ ليس عنده أوغل في المهانة من رؤيتها منكسرة ذليلة ، و لما عرف به من ميل إلى الخديعة و المكيدة ، و لما أحطت به من أن طريق قويم الحجج و صائبها أضيق ، و أن طريق ملوي الحجج و كاذبها أعظم سلاح المغالط هو التلبيس و التدليس ، أي ديدنه أن يعتمد الحجج الملتوية المرائية و أن يدع المستقيمة منها . و لما كان الإنسان آثر لتلك المرائية و أهرع إليها ، لما في طبعه من أنانية و محبة للذات ، إذ ليس عنده أوغل في المهانة من رؤيتها منكسرة ذليلة ، و لما عرف به من ميل إلى الخديعة و المكيدة ، و لما أحطت به من أن طريق قويم الحجج و صائبها أضيق ، و أن طريق ملوي الحجج و كاذبها أرحب ؛ وجب فحص هذا النمط من الحجج المرائية و المموهة قصد الوقوف على طبيعتها ،و من ثم ، تحديد سبل نقضها . ذلك أن كل معتمد على حجج مموهة يفرض علينا خيارين : إما أن نبين مكمن المغالطة ، فنقطع عليه مكالمته ؛ و إما أن نجاريه في ذلك ، و نعمل على التصدي له و نقد مغالطته . و ما دام الأمر كذلك ، فقد بانت أهمية العلم بالمغالطات للاقتدار على نقضها و التصدي لمختلف أساليب التضليل و التغليط . فعلى ناقد المغالطات أن يكون دارياً بأصول و ضوابط الصناعة ، و أن يمتلك قدرات تحليلية و تقويمية تمكنه من أكتساب مختلف آليات العرض و الأعتراض . فمن علمها و عمل بها نجح في أن يقطع على المغالط تضليله ، وربما عكسه ضده ، و قلب الحجة عليه . و لئن كان من يجهل القانون لا يعذر ، فإن من يجهل هذه الحيل أو المغالطات أولى به أن يغلب و يهزم . فمن أتقن هذا النوع من الجدل و أجاد أساليبه ، فالنصر حليفه سواء في ذلك أكان محقاً أو مخطئاً فيلسوفٌ ألماني، أشهر أعماله كتاب العالم إرادة وفكرة الصادر عام 1818 (وصدر الإصدار الثاني الموسع منه في عام 1844). يشخّص فيه عالم الظواهر بصفته نتاج الإرادة العمياء للشيء في ذاته (نومينون). بنى شوبنهاور أفكاره على الفلسفة المثالية المتعالية لإيمانويل كانت، فتبنّى نظامًا ماورائيًا وأخلاقيًا إلحاديًا يرفض الأفكار المعاصرة التي سادت في عهد الفلسفة المثالية الألمانية. كان شوبنهاور من أوائل المفكرين الغربيين الذين شاركوا التعاليم والعقائد البارزة في الفلسفة الهندية، مثل الزهد وإنكار الذات وفكرة المايا في الفلسفة الهندية (والتي تقول إن العالم الظاهري عالم غير حقيقي كما يبدو). وُصفت أعمال شوبنهاور بأنها التجسيد الأمثل للتشاؤمية الفلسفية. لم تحظَ أعمال شوبنهاور بالاهتمام الملحوظ في حياته، لكن الفيلسوف ترك تأثيرًا كبيرًا بعد وفاته على مختلف المجالات، مثل الفلسفة والأدب والعلوم. تأثر العديد من المفكرين والفنانين بكتاباته عن الزهد والأخلاق وعلم النفس. استشهد كثيرون بتأثير شوبنهاور على أعمالهم، منهم فلاسفةٌ مثل إميل سيوران وفريدريك نيتشه ولودفيغ فيتغنشتاين، وعلماء مثل إرفين شرودنغر وألبرت أينشتاين، والمحلّلان النفسيّان سيغموند فرويد وكارل يونغ، والكُتّاب ليو تولستوي وهرمان ملفيل وتوماس مان وهرمان هيسه وماشادو ده أسيس وخورخي لويس بورخيس ومارسيل بروست وصمويل بيكيت، ومؤلفون موسيقيون مثل ريتشارد فاغنر ويوهانس برامس وأرنولد شوينبيرج وغوستاف مالر.

حجم الكتاب: 1.4 ميجا بايت
تحميل قراءة

جديد الكتب